ما هي طبيعة الله وهيئته؟

0

 بعد أن أصبح عندنا تصور عقلي أو ذهني لما ينبغي أن يكون عليه من صفات كمال, وهي صفات إيجابية، وإنه يستحيل أن يكون فيه صفات سلبية تعتبر نقص أو شر ..

ما هي طبيعته وهيئته؟

نبحث الأن عن تصور للهيئة والشكل الذي تجتمع فيه هذه الصفات؟

هل هو إنسان أو كالإنسان؟, هل هو جماد أو كالجماد؟, هل يشبه أي كائن معروف؟!

طبيعة الله

كل الكائنات يجمع بينها صفة مشتركة هي "الوجود المادي"فلا يوجد إنسان أو جماد أو حيوان أو نبات, أو أي كائن كان, ليس له : "جسم" أو وجود مادي..

وبالتالي إذا انتفى عقلا أن يكون له جسم؛ فهو ليس أيًا من هذه الكائنات المادية

فهل أيها العقل يمكن أن يكون للخالق جسم؟

قد يسارع أحدهم بالجواب:

العقل يقول إذا كان موجودًا فهذا يعني أن له وجود مادي "جسم" 

فهل هذا الجواب معقول فعلا؟!!

لا.. بل أن هذا مستحيل عقلا..

لماذا؟

لأنه يلزم من وجود المادية أو الجسمية  وجود الحاجة إلى الحيز "فالمادة تشغل حيزًا من الفراغ"

وهذا يترتب عليه عدة إفتراضات هي نقائص ومنها:

- أن يكون الحيز سابق والخالق لاحق، وهذا باطل لأن كل مسبوق هو فرع لما سبقه, أي كل مسبوق مخلوق

- أن يكون هو الذي أوجد الحيز, وهذا يعني أنه كان سابقا له في الوجود، إذن لم يكن يحتاج إليه، وبالتالي طالما لا يحتاج إليه فهو ليس "مادة من المواد ولا جسم من الأجسام" .

- كذلك يترتب عليه أن يكون محتاجًا, وقلنا أن الخالق من صفاته أنه لا يحتاج، لأن الاحتياج صفة عيب ونقص، فكيف يحتاج وهو الذي يشبع حاجة كل شيء!!؟

***

كما أن الحياة "الروح" ليست من صفات المادة, فلو أن الحياة صفة ذاتية في المواد والأجسام، لما مات جسم أو هلكت مادة!

فكل جسم حي هو مركب، هو مجموع مادة (جسم) وروح (حياة)، وكل مجموع مسبوق بجامع "فاعل" ذو إرادة جمعتهما، وكل مسبوق مخلوق، إذن كل جسم حي مخلوق وليس بخالق!.

***

وبالتالي نكون في هذا المبحث قد وصلنا إلى أن الصفات التي في ذهننا عن الخالق, موجودة في خالق ليس له مادة أو جسم مثل الذي نعرفه نحن البشر في الدنيا، لأن ما نعرفه له قوانين إذا طبقناها عليه صار الخالق مخلوقًا أو معيوبا والإله الحق لا يكون مخلوقًا ولا معيوبًا!.

ولا ينبغي أن ننسى أن هناك مخلوقا لا نعرف كنهه يعيش بداخلنا وهو الروح فما بالكم بخالق الروح!!.

ads

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)