من هو الله ؟ (إعادة اكتشاف الإله)

0

من هو الله ؟ (إعادة اكتشاف الإله)

كنت ناشطا لفترة بين أوساط الملحدين ، حاولت خلالها التعمق في شخصياتهم بحثا عن الاسباب الحقيقية التي تدفع المرء نحو الإلحاد .. استطعت ان المس من بين الأسباب ذلك السبب الطفولي : دعوت فلم يستجب لي .. إذن هو غير موجود .
من هو الله

ثم يروح يعلق فشله في إدارة ازمته على "تخلي" الإله عنه !
وقد كان يشغلني البحث عن الطريقة التي أجعل هؤلاء الشباب خاصة في سن المراهقة يكتشفون الإسلام ويرونه كما أراه إذ أن رؤيتي له تحظى مني بالرضا التام .
كتبت ونشرت سابقا كتاب بعنوان "ربنا عرفوه بالعقل" كمحاولة لتبسيط طريقة التفكر في البحث عن صفات الإله الحقيقي والرسالة الحقيقية .
ثم جمعت مقالات لي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجعلتها في كتاب بعنوان "النبي من جديد" أشفقت على دار النشر منه فاجلت نشره لحين معاودة مراجعته .
ثم ظهر لي حلمي القديم ناصعا في وضع كتاب بعنوان "الإسلام من جديد" وعندي صفحة على الفيسبوك بهذا الإسم منذ سنوات .. قلت في نفسي لعله حان الوقت لأكتب هذا الكتاب ليصدر كجزء اول قبل كتابي الجاهز عن النبي .
ونظرت في العناوين التي أحب طرحها والكتابة فيها فوجدت أنه وبما أن الإسلام ديانة سماوية .. من الله سبحانه .. فنحن إذن سنكون في احتياج لمعرفة الله أولا .. المرسل .. صاحب الإسلام .
ولكن .. عند الحديث عن الله .. سبحانه .. من أين أبدأ ؟!
وقد هُديت إلى الكتابة من لدن الصورة الذهنية لدينا عن الله . كيف هي ؟!
كيف عرفنا الله !
"من يكذب ربنا يوديه النار" ، كان هذا في الغالب هو أول تعارف بين الإنسان طفلا وبين الله سبحانه .. انه الذي يعذبنا بالنار إذا كذبنا .. قديما كانت الأمهات والجدات يخوفن صغارهن بالكائنات الخرافية الاسطورية .. "أمنا الغولة" (لا اعلم لماذا كانوا يدعونها "امنا" ) ، " ابو رجل مسلوخة" .. وبعض الشخصيات الأسطورية المستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة مثل "الأشكيف"
كان يتم ترهيب الاطفال بهذه الكائنات الخرافية بقصد السيطرة عليهم ومنع "شقاوتهم" وتخويفهم من امور او افعال مثل السرقة والكذب .. وهكذا أصبح "الله" في الصورة الذهنية المبكرة احد هؤلاء الكائنات الخرافية الأسطورية التي تعذب بالنار من لا يسمع الكلام (يطيع والديه) او يسرق أو يكذب ..
لا يمكن ان تنشأ علاقة عاطفية او احترام حقيقي في تلك السن المبكرة .. وإنما هو الخوف .. الخوف فقط
صحيح انه بالمقابل كان يقال للطفل ترغيبا "اللي يقول الصدق او يفعل الخير ربنا يوديه الجنة" .
ولكن اي خير .. فالنزعة المتمردة وروح الانا والميل إلى "الشقاوة" جعلت صورته كوحش مخيف هي الغالبة في الذهن لاسيما .. مع ميل الآباء إلى تعجيل العقاب عند الخطأ وتسويف الثواب عند فعل الصواب وربما لا يتذكرونه .. فكم طفل وعده ابوه بدراجة وكم طفل حصل عليها فعلا !
تمر السنين الاولى وقد تزداد هذه الصورة الذهنية عن الإله سؤا إذا ما فوجع الصغير بوفاة أقرب الناس لقلبه .. الجدة او الجد .. او اخاه خاصة حديثي الولادة حيث تكثر الوفيات في مثل هذه الفئة .. وربما كان المتوفى اباه ، أو أمه .
فإذا ما سأل الطفل اين فلان ؟ كانت الإجابة "راح عند ربنا" وهكذا في محاولتنا تبسيط فكرة الموت نكون بدون قصد نزيد من كراهية الطفل لهذا الذي أخذ منه "قريبه" !.
ولا تتحسن هذه الصورة كثيرا طوال سنين حياتنا الأولى حتى المراهقة .. بل قد لا تتحسن بالمرة طوال حياتنا بل تثبت في أذهاننا صورة "الله" مقرونة بالإيمان ب "الثواب والعقاب" سواء الدنيوي أو الأخروي .
وتكون طاعتنا له ليرضى .. فنحن لا نريد ايقاظ الوجه المخيف فيه ، وفي نفس الوقت طمعا في النعيم المادي كتعويض عن هذه الطاعة الجبرية والتخلي عن المشهيات .
فهل هذا هو الله حقا ؟!
هل يكون من العدل أن نحيا ونموت ويكون هذا هو جل معرفتنا بالله ؟!
وإذا كانت هذه هي صورته عندنا ، فكيف إذن سنرى رسالته وكلامه واوامره ونواهيه .. وكيف سنرى كل من ينسب نفسه إليه ويزعم معرفته نبيا او رجل دين بالمعنى التقليدي !
في هذا الكتاب سوف نحاول الإجابة عن السؤال : هل هذا هو الله حقا ؟! هل هذا هو الإسلام .. ونعيد اكتشاف الدين من جديد .
ads

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)