ما حكم من لم تصلهم دعوة الإسلام ولم يسمعوا عن النبي محمد مثل رجل يعيش في الإسكيمو؟
الجواب:
أولا: يستحيل أن يحاسب الله شخصا على الجهل بشيء إلا اذا كان أعطى لذلك الشخص وسيلة للعلم به.. والله أعطانا العقل، وبالعقل توصلنا لمعرفة كل شيء من علوم ومنطق ورياضيات..... و "الخالق"
ثانيا: الله لا يخلق خلقا ويتركه جاهلا بمعرفة الخالق
إذن معرفة الله ممكنة عقلا ولا يوجد إنسان لم يطرح على نفسه اسئلة وجودية.. :
من أنا؟ وكيف جئت إلى هذا العالم؟.. ومن أوجد كل هذا الكون من حولي.؟؟؟
فالعقل هو أول نبي ( تعبير مجازي ) يهدي الإنسان إلى الخالق....
أما النبي الحقيقي فهو ليس ساحرا.. لا يقوم بتنويم الناس مغناطيسيا ليجعلهم مؤمنين ولو كانت المعجزة فقط هي وسيلته في جعل الناس تؤمن بالله..
فهناك أيضًا من رأى المعجزة ولم يؤمن.. إذن العقل هو الذي كان الفيصل هنا.. وبالنظر إلى رسالة النبي محمد نجد أنها تدعو إلى معرفة الله وعبادته عن طريق العقل
لذلك تنتهي جميع الآيات التي تتحدث عن معرفة الله ب ﴿أفلا يعقلون﴾، ﴿أفلا يتدبرون﴾، ﴿لعلكم تفكرون﴾ لذلك وجدنا من يدخل الإسلام بعد وفاة محمد بأربعة عشر قرنا في بلاد أوربا وفي مشرق الأرض ومغربها.
إن العقل يرفض أن يعبد الإنسان صنما.. لذلك لا يجد الإنسان السوي أي عذر لمن يعبد الأصنام.. حتى الجهل ليس عذرا مقبولا منهم.. ولا حتى عبادة البقرة ولو اعطوا لذلك ألف سبب ولا حتى لكونها تمنحنا الحليب..
هذه حقيقة يعرفها رجل الاسكيمو.. اذن هو لديه تصور في خياله عن الخالق كيف يكون؟
وبهذا التعريف السلبي: الله هو : ليس الحجر ليس المطر ليس الشجر ليس الشمس ليس القمر... إذن معرفة الله بنفي الصفات السلبية هو في نفس الوقت إثبات للصفات الإيجابية "نفي النفي إثبات"
وبذلك تكون معرفة أن هناك خالقا .. أمر يمكن إدراكه.. والتقاعس عن إداركه يستوجب الجزاء
مثل الذي يتقاعس عن البحث عن الماء فأنه يستوجب على نفسه أن يموت عطشا.
ولما كانت غاية العبادة هي شكر الله المنعم الخالق فالشكر عبادة والاجلال والتقدير والتعظيم للخالق عبادة.. وبالتالي ليس لدى رجل الاسكيمو حجة ليقول لم أكن أعبد الخالق لأني لا أعرف كيف أعبده.. إن مجرد شعوره بالامتنان تجاه خالقه وخالق كل النعم التي حوله هي عبادة، تركه الفواحش عبادة.
ads