السيرة واعداء السيرة وحقائق من السيرة

0

لأن المتاح من سيرة النبي محمد قبل البعثة , هو قليل الى حد الندرة , فقد سمح ذلك لأوهام من يحسبون نفسهم مفكرين إلى الجنوح في الخيال 
فها هو كاتب فارسي حاقد حاسد يتحدث عن احتمالية ان يكون محمد قد لجأ لعبادة الاصنام في صغره , وان سبب كفره بها يرجع لعدم تلبيتها رغباته في ذلك السن المبكر !! 
وان رعيه للاغنام في كبد الصحراء نما لديه ملكة الخيال والاوهام ولا يستبعد ان يكون قد خيل إليه اشياء حسبها حقيقة 
بل ان ( الوحي ) ذاته , قد يكون من فعل الجن وقد يكون ( وهم ) وناتج عن هلاوس بدأت سمعية اولا استنادا عما يروى عنه صلى الله عليه وسلم انه كان قبل بدء الوحي عندما يسير منفردا يسمع صوتا يناديه : يا محمد فيلتفت فلا يجد احدا !!
هذه الهلاوس السمعية توجت بهلاوس بصرية ( لقاؤه بجبريل عليه السلام ) 
اما افكاره عن الديانات فقد استقاها من غلام نصراني بمكه اسمه جبر وكان عبدا عند احدهم , ورغم انه ساق الرد على هذه الشبهة من القرآن ( وطبعا واضح انه لا يؤمن بالقرآن ككتاب سماوي انما هو حجة محمدية ) ومن لقاءاته مع الرهبان اثناء رحلته واثناء وجوده واحتكاكه بالروم النصارى في بلاد الشام بمناسبة رحلاته التجارية 
هذا الهراء الذي قدمه / علي الدشتي ( اديب ومفكر ودبلوماسي فارسي ) خطه في كتاب عنونه بـ / 23 عاما في دراسة السيرة النبوية 
23 سنه في الكراهية وليس في الدراسة يا هذا  
الدشتي

قد يكون المتاح من سيرة النبي فعلا نادر عن حياته قبل البعثة ولكن هذا لا يمنع من وجود حقائق لا يمكن نكرانها :
اولا : العرب والاصنام 
- " سألتك باللات والعزى ألا اجبتني ؟ , قال لا تسألني باللات والعزى فوالله ما أبغضت مثلهما " كان هذا هو جزء من الحوار الذي دار بين الراهب بحيرا والطفل محمد ذو الاثني عشر عاما اثناء رحلته الاولى للشام مع عمه ابي طالب 
- عبادة الاصنام في مكة كانت عبادة ثانوية وليست اصلية (انما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى) فالاصنام تأتي في درجة تالية لدرجة الالوهية الحقيقية , ونستطيع ان نقول ان (والكاتب نفسه أكد ذلك) ان ايمانهم بعبادة الاصنام لم يكن حقيقيا 
ثانيا : مهنة الرعي 
- مهنة الرعي عامة تستلزم توافر ملكات ذهنية مثل شدة الانتباه , فالراعي الذي تشرد منه احدى الغنمات كان ذلك كفيل بتلويث سمعته والقضاء على مهنته , فما بالك بمن يرعى (الابل) تخيل لو ان ناقة شردت !!!!!! 
احسب ان الراعي هو ذلك الشخص الذي له عين ثالثة في قفاه وليس ذلك الانسان الذي من الممكن ان تجوز عليه الخيالات والاوهام 
ثالثا : النصرانية في مكة 
- استطاعت الديانة النصرانية واليهودية ان تقنع قبائل بعيدة عن مكة , اما مكة , فمركزها التجاري فرض عليها رفض كل دين ينال من اصنامها بما فيها الاسلام بعد ذلك بل ومحاربتهم له ومحاولة اقتلاعه من الدنيا , رغم ان الذي جاء به هو واحد منهم , اي ان مكة ستظل هي مركز الدعوة الجديدة , ولكن لم يستطيعوا المغامرة بما هم عليه حينها , بما يمكن ان يجلبه عليهم الدين الجديد 
- لو ان النبي محمد كان يجيد لغة الروم لجاز ان نحتسب ذلك شاهدا على تأثره بالاحتكاك بنصارى الروم في الشام , ولكن حتى رسالته الى هرقل كانت باللغة العربية , وبالتالي فان احتكاكه بالثقافة الرومية مثل احتكاك محي الشرقاوي باللغة الصينية في فيلم فول الصين العظيم " ملناش دائوه يا مهيي " 
- ان مكة خلت من النصارى سوى من اثنين , غلام , وراهب هو ورقة بن نوفل صهر محمد , ومع ذلك لم تثبت لمحمد اي صحبة بينه وبين ورقة وإلا لكانت قريش اتهمته بها بدلا من اتهامه بتعلمه من غلام !
- ما الذي يمكن ان يفقهه جبر الغلام الصغير عن دينه في مجتمع لا يوجد فيه على دينه احد غيره , بل ان هذا الغلام نفسه لم تثبت له صحبة مع ورقة بن نوفل , وكيف ذلك وهو عبد لا يستطيع ترك سيده الذي ربما اشترهوهو في سن اصغر من ذلك الذي قبل ان يشتريه كان رقيقا او يتيما!
ان اباء وابنائهم من المسلمين يعيشون في دول اوربا ومعرفة الابناء بدين الاباء معرفة سطحية رغم وجودهم بين ابويهم المسلمين 
- لا يثبت التقاء النبي محمد بالغلام النصراني جبر (وقيل اسمه يعيش وقيل بلعام ) قبل البعثة .
- ان اتهام النبي بتعلمه القرآن من غلام , كان بعد البعثة , فكانوا يتهمونه بأن الذي يوحي إليه القرآن هو ذلك الغلام , وهذه حجة مضحكة , فكيف لغلام غير عربي الاصل ان يأتي بقرآن عربي مبين يعجزون عن تحديه !! 
- ان النبي لم يلتقي بالراهب بحيرا سوى مرة واحده وهو طفل 12 عاما , بينما ظهرت النبوة بعدها ب28 عاما 
الفرق بين النبوة والهلاوس 
- ادعاء الهلاوس السمعية والبصرية او المرض النفسي ( الصرع ) من اعجب الادعاءات , فالمريض بالهلاوس او الصرع المرضي لا يمكن ان يأتي بكلام معجز في ذاته يتحدى به جميع قومه اثناء وقوعه تحت تأثير تلك الحالة !
اهتمام النبي بالدين بالابراهيمي
يحكي النبي ( حسبما ورد في كتب السيرة ) خبرا يرويه عن نفسه حين جمعته وليمة بمكة مع المتحنف الاشهر/ زيد بن عمرو بن نفيل وانه سمعه يقول قبل بدء تناول الطعام : بسمك اللهم
لاشك عندي ان محمد ذلك الرجل الاربعيني لديه معلومات جيدة عن الحنفاء الاربعة , وعن امية بن ابي الصلت ( رابعهم ) الذي كان يبشر نبوة منتظره وانه هو ( امية ) سيكون ذلك النبي الات 
كان محمد عليه الصلاة والسلام يتعبد قبل بعثته في غار حراء ملتمسا الهداية الى الطريقة او الديانة الابراهيمية , مما يقطع انه كان احد الحنفاء الذين لم يشتهر خبرهم اي لم يحاول ان يجهر بذلك كما فعل ( الاربعة ) وخاصة زيد الذي كان يسب الاصنام في كل مجلس 
مما يعني ان محمد لم يكن لديه طموحات في الشهرة , فضلا عن ان تكون لديه طموحات في النبوة , دليل ذلك فزعه من جبريل , وظنه ان جبريل هذا ليس سوى شيطانا رغم انه لم يسمع من جبريل عليه السلام شرا , وان هذا اللقاء لو كان جرى مع بن الصلت مثلا لفرح به , اما محمد فقد استبد به الهلع والفزع وسوء التوقع ( كما قلنا حسبه شيطانا ) . ولم يفك طلاسم اللقاء إلا ورقة بن نوفل 
وهذا يعني ان النبي عندما قرر ان يتحنف , لم يحاول ان يتقرب من اي ديانة وإلا لكان سمع عن شيء من هذا القبيل .
فمحمد , لم يكن يعرف , لم يكن يتوقع , لم يكن له طموحات وآماني , لم يسقط في الأوهام جراء تأخر ما كان ينتظر .. لانه لم يكن ينتظر ..
ads

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)