من هو الذبيح هل هو إسحاق بن إبراهيم أم إسماعيل بن إبراهيم؟

0

بقلم / أحمد الأسيوطي :

كنت اقرأ ما كتب حول " الذبح " العظيم في قوله تعالى :" وفديناه بذبح عظيم " كي أقف على أقوال العلماء في اختيار القرآن لوصف "العظمة" للفداء

فهالني أن أجد إشكالية :

من هو الذبيح هل هو إسحاق بن إبراهيم أم إسماعيل بن إبراهيم؟

إشكالية قديمة

وهالني أكثر أن أجد ابن جرير الطبري يرجح أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام ومعه عدد من العلماء !!

الطبري تفسير

وقد كنا في جروبات الجدال والمناظرات حين كان الخصم يدعي أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام كنا نتندر من قوله (نسخر منه) .

وقرأت منسوبا للشيخ المغامسي كلاما على أنه يرى أن الراجح أنه سيدنا إسحاق !!

وقرأت أسانيد هذا الفريق المؤيد لكون الذبيح ليس إسماعيل عليه السلام

ابن عاشور والذبيح المفدى

ووجدت نفسي سأضطر إلى الدخول في بحث لغوي وتفسيري وتأويلي يطول حتى تذكرت العلامة شيخ الإسلام الطاهر بن عاشور وتفسيره الجامع لعلوم اللغة والتأويل والأثر

فوجدت عنده اعتبار لهذه الإشكالية فيتحدث عن المفدى بقوله ابن إبراهيم الذي افتداه الله .. ولم يذكر اسمه

ولم تمض بضعة أسطر حتى وجدته يذكر تلك "الإشكالية" من الذبيح ؟

وذكر عشر ردودا في الرد على من قال أن الذبيح هو اسحاق .. عشرة ردود

الأمر الذي يستفاد منه عمق تلك الإشكالية لدرجة أنه منسوب للامام السهيلي كلام كله تنطعات لغوية ظاهرة !!

ابن عاشور يحتج بالتوراة !!

وقد استشهد ابن عاشور في تفسيره على دليلين من نصوص التوراة !!

أي للأسف علماء المسلمين تأثروا بقول أهل الكتاب أن الذبيح إسحاق .. يحتجون بأن القرآن لم يذكر اسمه صراحة والتوراة ذكرت اسمه صراحة .. إذن هو ذاك المذكور في كتبهم

وردوا حديث "أنا ابن الذبيحين" لضعفه

وقد أخترت هذين الدليلين من تفسير ابن عاشور

يقول ابن عاشور في تفسيره المشهور بالتحرير والتنوير :

الدليل السادس :

ما وقع في سفر التكوين في الإصحاح الثاني والعشرين أن الله امتحن إبراهيم فقال له :

" خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق واذهب إلى أرض المريا ، وأصعده هنالك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك "

إلى آخر القصة . ولم يكن إسحاق ابنا وحيدا لإبراهيم فإن إسماعيل ولد قبله بثلاث عشرة سنة

الدليل التاسع :

فقد جاء في سفر التكوين الإصحاح السابع عشر :

"وقال إبراهيم لله : ليت إسماعيل يعيش أمامك ، فقال الله : بل سارة تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق ، وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده "

---

وإسحاق لم يكن في يوم من الأيام ابنا وحيدا, فله أخ يكبره بثلاثة عشر عاما كما جاء في التوراة (اصحاح 17)

وإنما الذي كان وحيد إبراهيم عليه السلام طوال هذه المدة هو إسماعيل عليه السلام

وهو ما دل عليه الإصحاح 17 (( ليت إسماعيل يعيش أمامك . فقال الله بل سارة تلد لك ابنا ))

ومن ثم تكون كلمة "إسحاق" التي جاءت بعد قوله : "خذ ابنك وحيدك " هي "من زيادة كاتب التوراة "

الأمر الذي أضاق صدري ضد القائل بأن الذبيح هو إسحاق من علماء المسلمين هو :

كيف وقعوا في هذا الغلط عندنا في مناسك الحج "رمي الجمرات" وهي في الموضع الذي عرض فيها الشيطان لسيدنا ابراهيم ثلاث مرات

حيث يحاول فيها الشيطان أن يثني سيدنا ابراهيم عن الذبح فيلتقط سيدنا ابراهيم حجارة من الارض ويرجمه بها

كما أن الذبح من مناسك الحج في الإسلام والتقرب إلى الله وكان ذلك أيضا عند العرب قبل الإسلام

وليس من مناسك اليهود تقديم "كبش" قربانا لله

أدلة ابن عاشور  كاملة هنا :

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php…

ads

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)