هل نجحت فكرة إرسال الرسل إلى البشر؟

0
هل نجحت فكرة إرسال الرسل إلى البشر لهدايتهم ولإعلامهم بمن هو الخالق وما هو الدين الذى يجب أن يتبعوه؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على النبي محمد الصادق الأمين

إرسال الرسل ليست فكرة أو تجربة كما تقصد.. فحين يفعل الإله شيئا فهو لا يجرب لأنه حكيم عليم..


والله سبحانه أجاب عن الحكمة من الرسل 
(رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَان اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).. 
أرأيت ماذا قال؟ "مبشرين ومنذرين".. ليقيموا الحجة على الناس, فلا يكون لهم مفر يوم القيامة أو مبرر للشرك أو الكفر.
 أما أن يكون القصد لهداية الناس جبرًا وقسرًا فهذا ليس من غايات الله سبحانه الذي قال في محكم كتابه : (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)

فالهدف هو تبليغ الرسالة, وتعريف الخالق إلى جميع الناس بجميع مستوياتهم العقلية ودرجاتهم المعرفية، ثم هم أحرار بعد ذلك.

وقد استعمل الله رسله من أجل ذلك وأيدهم بأدلة تساعدهم على أداء مهمتهم وتصديق الناس لهم.

فموسى عليه السلام استخدم معجزة تحويل المادة من شكل إلى شكل (كالسحر) ولكنه تحويل حقيقي لأن المحول هو الله، لذلك أدرك السحرة أنه ليس بساحر فكانوا أول من صدقه وآمن به.

وفي الإسلام نجد أن معجزة رسوله ودليل تصديقه هو العقل نفسه، فحين يقول القرآن للمشركين ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾.

إنهم لم يروا كلام الله قبل ذلك، ولكن معناها أن العقل يعرف كيف تكون صفة كلام الله؟ كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

كما أنه سيكون دعوة لمكارم الأخلاق..

وبالتالي الرسول بشير ونذير وحجة على الناس؟

﴿هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد﴾ سورة إبراهيم آيه 52 , وليس مشروع أو تجربة لهداية الناس ﴿إن الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ سورة البقرة آية 6 , فالله سبحانه عليم بأن هناك من لا يؤمن رغم إنذاره.

فالبلاغ هو الغاية ﴿وما عليك إلا البلاغ ﴾,سواء آمنوا أو لم يؤمنوا.. لأن الله لو كان يريدنا جميعًا مؤمنين لكان أجبرنا على الإيمان, ولكنه يبلغنا ويبشرنا وينذرنا ثم الناس بعد ذلك.. أحرار في الإيمان !

أما عن الدين الذي يجب أن يتبعوه..

حين تنظر إلى قوله تعالى :

﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أوحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أن أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ الشورى آية 13

إذن الدين الواجب الإتباع هو الدين الذي كان يدعوا إليه أولئك الأنبياء, والذي هو نفسه الدين الذي يدعو إليه النبي محمد عليه الصلاة والسلام, وهو التوحيد لله وعدم الشرك به..

أي تسلم نفسك لله.. وهو أن تحفظ نفسك وأخلاقك في أي مجتمع..

فإذا كانت دعوات الأنبياء السابقين اندثرت أو تم تحريفها، فهناك نسخة صحيحة باقية ولم تُحرف وهي الإسلام والذي لخصه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (قل آمنت بالله ثم أستقم).حديث شريف
ads

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)