هل الدين اختراع بشري وليس من عند الله

0
أحد الاصدقاء على صفحتي بالفيس بوك سألني :

وكيف ترد على الذى يقول أن الدين ليس من عند الله و إنما هو من اختراع البشر؟

---
الجواب :
للجواب نقوم بتعريف الدين بصورة مبسطة :
الدين هو تواصل بين الخالق ومخلوقاته 
ثم نسأل أنفسنا التالي : 
هل تواصل الخالق مع خلقه , ممكن عقلا ام يستحيل تصور ذلك في العقل ؟
- ممكن عقلا 
اذا كان من حيث الامكان والاستحالة ممكن الحدوث , فهل حدث في الواقع ؟ أم لم يحدث؟!
- توجد ادعاءات بحدوثه في الواقع من قبل جماعات دينية مختلفة
وهنا يتحول مسار البحث الى الكيفية التي ندرك بها وجود الدين الحقيقي طالما اثبتنا أنه عقلا ممكن الحدوث 
فكيف نعرف أيهم هو الدين الصحيح الصادر من الله ؟
س : تواصل الله مع مخلوقاته تواصل سلبي ام ايجابي ؟
ج - تواصل ايجابي 
وطالما تواصل ايجابي , يبقى نافع أم ضار ؟ أم يدور بين النفع والضرر؟
ج - طالما ايجابي اذن لابد ان يكون تواصل نافع واستحالة يحمل اي قدر من الضرر وإلا كان ذلك جهلا من الخالق بطبيعة خلقه وما يصلحهم واستحاله الخالق يكون جاهلا بخلقه 
س : اذا كان تدخل نافع , فهل هذا يعني ان الدين الحقيقي يهتم بالانسان روحا فقط ام جسدا فقط ام روحا وجسدا ؟
ج - يهتم بالانسان روحا وجسدا 
س : ملائم لطبيعة الانسان ام غير ملائم ؟!
ج- ملائم 
س : الدين الحق يكون جامدا ام مرن يأخذ في الحسبان تغيرات الزمن 
ج - ان الله يستحيل ان يجهل تأثير الزمن على الاشخاص فاذا وضع لهم دينا فيجب ان يكون الزمان وتغيراته في الحسبان , ده المهندس الناجح بيبني البيت ويضع في حسبانه الكوارث والزلالزل وتسرب المياة الجوفية حتى لو كانت احتمال حدوثهم ضعيف جدا , فالله ليس اقل اتقانا من بعض مخلوقاته 
س : الوسيلة التي يتواصل بها الله مع مخلوقاته , في استطاعتهم استيعابها امتطلب تطوير جديد في " سيستم البشر " عشان يقدر يستقبل التواصل ؟
ج - الاله الحقيقي قادر على التواصل مع خلقه من غير اضافة " اوبشنات " جديدة والا كان خلقهم بغير قدره على الاستجابة له اذا تدخل في شئونهم كان ذلك " عيب مصنع " ومعاذا الله ان لا يكون متقنا في خلقه 
س : اذن التواصل يجب ان يدرك بوسيلة من وسائل الادراك في المخلوق : اما بالسماع واما بالرؤية واما بهما معا , واما رمزا ( بالترميز ) مثال الرؤية او الحلم والتواصل الاخير يحتاج الى من لديه قدره على فك الترميز وهذا وان كان نادر ان يوجد بين الشر لكنه غير مستحيل , ومن حيث الواقع لم يقع إلا مع من يفهمون في فك الترميز او يتيسر لهم ذلك كالانبياء والصالحين .. ؟
ج - كل ذلك ممكن 
س : يجوز ان يكون التواصل مباشر كما يجوز ان يكون بوسيط مرسل ؟
ج - نعم يجوز وغير مستحيل 
س : اذن وجود رسل من البشر او من غير البشر امر ممكن الحدوث ؟
ج - ممكن الحدوث 
رسول

س : وكيف نتأكد ان الذي يدعي انه رسول انه مرسل من الله وان الرسالة التي ينقلها هي من الله ؟
ج - لما اقولك سمعت قناة الجزيرة بتقول ايه ؟ فيه اللي هيقولي مش عايز اعرف عشان دي قناة كدابة اصلا , لكن لو القناة دي عندك من القنوات الصادقة اللي بتنقل الاخبار الصحيحة اكيد هتكون متلهف تعرف ماذا اذاعوا ونقلوا واخبروا منذ قليل !!
اذن اهم شرط في ناقل الخبر هو ان يكون صادقا , فاذا ثبت صدقه انتقلنا الى ما يحمله من اخبار ونقوله هات ما عندك 
اذا كان ما عنده : ان الله يأمر بالفحشاء والمنكر والبغي 
نقوله هذا خبر غير مصدق في العقل , لانه يستحيل في العقل ان يأمر الله بذلك , وبالتالي القضية مرفوضة منذ البداية 
اذا قال : ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء 
نقوله كلام معقول لانه يتصور عقلا ويكون مقبولا لديه ان الله يأمر بذلك فعلا 
اذن :
بعد التحقق من صدق المخبر نتحقق من معقولية الخبر وقبوله في العقل وقبوله في العقل يعني امكانية تصور حدوثه ووقوعه فعلا 
فانت رجل صادق واخبرتني ان امريكا هزمت كينيا وامريكا عندي اقوى من كينيا وانت صادق والخبر لا يستحيل حدوثه بل ممكن الحدوث اذن الخبر صحيح إلى ان يثبت العكس بدليل اخر له نفس المصداقية او اقوى 
اذن : الدين لا يمكن ان يتعارض مع العقل لا في اوامره ولا في عقيدته 
كيف ذلك ؟
يعني اذا اخبرك الرجل الصادق ان البرتقالتين التين تراهما بعينيك برتقالتين هما برتقاله واحده تجسدت في برتقالتين .. ان هذا غير ممكن في العقل وبالتالي غير ممكن تصور حدوثه في الواقع 
واذا كان غير ممكن في العقل اذن انت امام احتمالين ام الرجل الصادق اصبح مجنونا , او ان تلغي عقلك وتتبعه 
والدين الحقيقي لا يعطل العقل , لانه يعتمد عليه في التفرقه بينه وبين الباطل 
فأي دين يأتي بصفة لله لا يقبلها العقل يجب ان نتوقف عندها ولا ندعها تمر وإلا كنا بذلك نقبل ان نتنازل عن عقلنا لشخص هو حاليا مجنون 
س : ربما تسألني وتقول ولكن الله في الاسلام مثلا: يغضب ويمكر ويكره ويحب ويسخط ويرضى ؟
في الحقيقة لم يكن ذلك عندي عائقا او مشكلة يوما ما , لان هذه ليست صفات وانما احوال يقابل الله بها افعال عباده عدلا منه وقضاء وليس لانها صفاته 
فانت مثلا حين تقابل بالغضب شخصا خالف امرك وعصاه وتقابل بالرضى شخصا اطاعك فهذا لا يعني ان الغضب من صفاتك او حتى الرضى او الحب او الكراهية بل يعني ان العدل من صفاتك 
وانك لتجد في قوانين الاحداث ( الاطفال دون ال 18 عاما ) من بين العقوبات عقوبة اللوم , ولا شك ان القاضي حين يصدر حكمه باللوم والعتاب لا يعني ذلك ان الغضب من صفاته بل العدل 
اما الخداع او المكر فهذه ايضا ليست صفاتا , فالاله استحالة ان يكون ماكرا او مخادعا , ولكن من مقتضيات العدالة ان يكون الجزاء من جنس العمل ( يخدعون الله والذين امنوا وما يخدعون إلا انفسهم ) , ( يمكرون ويمكر الله ) فالخداع والمكر هنا هو عقاب من جنس العمل 
كما ان الغضب والرضى والمكر يأتي في القرآن في سياق " الجزاء " او الثواب والعقاب ولا يأتي مثلا في سياق وصف الذات الالهية فلا نجد مثلا وكان الله غضوبا ماكرا , ولكن على العكس من ذلك نجد : وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا
اما الذي يكون خداعا او مكرا هو ان تجد جزاء الاحسان امر اخر غير الاحسان

ads

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)