الرد على من قالت "المسلمون قتلة ودينهم يدعو للقتل والهمجية"

0

 قالت لي أحداهن : 

"المسلمين متخلفين ودينهم متخلف وهمجي , أنه يصنع منهم قتلة في حين أن المسيحية لا يوجد بها من يقتلون لاسباب دينية" 

وقالت : "المسلم يذهب إلى أوروبا يريد فرض ثقافته ودينه بالقوة في الوقت الذي فر فيه من بلاده بسبب هذا الدين , وإذا لم يحصل على حقوقه في البلد الأوربي قام بعمل المظاهرات وقام بالتخريب, كما أن بعض الجاليات سيطرت على أحياء بالكامل حتى أن المرأة الأوربية لا يمكنها السير بينهم لعدم شعورها بالآمان وتعرضها للمضايقات" 

الجواب:

 أن هذا الكلام الذي هو مجرد رأي وليس نتيجة تقرير استقصائي فإنه يتعارض مع عدة حقائق لا يختلف حولها أحد , سوف نطرحها في النقاط التالية :

أولا: الإسلام يحكم أن من يقتل نفسا بدون حق (جريمة) فكأنما قتل الناس جميعا = افساد في الأرض 

ثانيا: اقامة الحدود وتوقيع العقوبات على الجرائم حق لولي الأمر فقط (الحكومة بمعناها المعاصر) وليس متروكا لآحاد الناس

ثالثا: الإسلام أقر عقوبة القصاص من القتلة وفي نفس الوقت رغب وحبب في العفو مقابل ثواب الله العظيم , وهنا نجد الإسلام يربي المجني عليهم تحبيب ترك القصاص والعفو عن الجناة !! 

رابعا: أن طبيعة المسلم تكره القتال عامة "كتب عليكم القتال وهو كره لكم" البقرة آية 216 (مدنية) فبدء العدو بالقتال مكروه من الله ومن المسلمين رغم أنه "عدو" ولأنه مكروه لطبيعة النفس المؤمنة لذلك عند قتال العدو يقول الله لنبيه "حرض المؤمنين على القتال" فدفع المؤمنين للقتال يحتاج إلى مجهود وتحريض (حث ودفع) لاقناعهم بضرورته 

وأن الأصل في مواجهة العدو هو ترهيبه وليس قتاله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" الآنفال آية 60 (مدنية) 

لم يقل لتهاجمون به عدو الله وعدوكم أو لتقتلون أو تقاتلون به عدو الله وعدوكم وإنما قال "ترهبون" من الرهبة أي جعل العدو يخشاكم ويخشى الهجوم عليكم .

خامسا: الإسلام يفضل السلام على القتال فإذا عرض العدو السلام فقد أصبح فريضة على المسلم أن يقبله حتى لو كان منتصرا "وإن جنحوا للسلم فأجنح لها" الانفال آية 63 (مدنية)

خامسا: الإسلام يأمر بالإعراض عن الجاهلين والسفلة وعدم التجاوب مع استفزازهم "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" الفرقان آية 63 (مدنية) "وأعرض عن الجاهلين" الأعراف آيه 199 (مدنية) , ويأمر بمجادلة أهل الأديان الأخرى بالتي هي أحسن , ويأمر بعدم سب الأديان الأخرى أو الآلهة التي يدعونها "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" الأنعام آية 108 (مدنية)

 جميع الآيات التي ذكرناها في الآية والتي لم نذكرها خشية الإطالة نزلت تعمدنا ذكر أنها "مدنية" للذين يعتقدون أن الإسلام لم يكن ليأمرهم بذلك لو كانوا في المدينة .. حنا لقد كانوا في المدينة !!

سادسا : في أوروبا يوجد اصطلاح "جرائم الكراهية" وهي جرائم يرتكبها آحاد المواطنون ضد المهاجرين لاسباب متعددة أغلبها ديني أو عرقي بينما في دول المسلمين لا توجد جرائم قتل يرتكبها مواطن ضد آخر مهاجر أو مقيم لسبب ديني .. 

أما الحديث عن تفجير الكنائس أو ترهيب طائفة أو أقلية فهذا يقع من جماعات منظمة ذات فكر سياسي تختار أهداف مؤثرة في أماكن بعينها وإلا فإن المسيحيون في كل مكان في مصر فلماذا لا نسمع عن قيام تلك الجماعات باستهداف مسيحي او كنيسة في تلك القرى والنجوع والمدن الغير مؤثرة إذا كان الهدف من تلك الجرائم ديني حقا !

فضلا عن أن بعض هذه الجماعات استهدف مساجد واستهدفت مواطنين دون تمييز 

وإلا فإننا لو سنتحدث عن الإرهاب والقتل الديني فإن الحملات الصليبية التي كان يدعوا لها بابا الفاتيكان نفسه وخرجت الجيوش الأوربية فيها تحمل الصليب وترتدي شارة الصليب على ملابسهم هي أكبر عملية إرهاب ديني في التاريخ 

ولكن لأننا ندرك أنها حملات سياسية بلباس ديني فنحن المسلمون نبرأ الديانة المسيحية من جرائم الحملات الصليبية التاريخية ولا ننساق مثلكم إلى الشعارات التي يرفعها القتلة المنظمون .

لقد قتلوا كل ما هو "مسلم" حتى بعد استيلاؤهم واحتلالهم للمدن العربية 

أما عن الإدعاء بأن المسلم يفر من وطنه بسبب ثقافة دينه وأحكام دينه ويذهب إلى أوروبا يطالب تطبيق نفس الأحكام التي فر منها .. فهذا ادعاء متناقض .. إذا كان يفر من دينه وثقافته فمحال أن يطالب بتطبيق ما يفر منه !!

إن كانوا فروا من الدين وأحكامه , فلماذا لا يزالون يحافظون على الصلوات ويبنون المساجد وتحافظ النساء على ارتداء الحجاب .. ويتظاهرن دفاعا ضد من يريد منعهن من ارتدائه 

في الحقيقة أن مظاهرات المسلمين في الغرب البلاد التي تدعي أنها وفرت حرية ممارسة الأعتقاد حتى لو كان مخالفا للكنيسة الأم (الكاثوليكية) مثل (زواج المثليين) وفرت حرية الإعتقاد للجميع ماعدا المسلمون !!

فالمسلمون الذين يتظاهرون في أوروبا مطالبين بحرية ممارسة معتقداتهم هم في الواقع يتظاهرون دفاعا عن القيم والمبادىء الأوربية التي تسمح لكل فرد في ممارسة ما يعتقده طالما أنه لا يضر بغيره .. أن أوربا تقبل البوذي بعمامته الكبيرة ولحيته الكثة وقميصه الملون والسروال أسفل منه , ولا تقبل الرجل الذي يرتدي جلبابا أو عقالا ودشدشة .

وتقبل المرأة بزي الساري الذي يكشف سرتها وبطنها .. ولكنها لا تقبل المرأة التي تغطي جسدها وشعرها 

فإذا ثار الرجل ذو الجلباب والمرأة ذات غطاء الشعر .. قالوا عن ذلك "تخلف" وهمجية !!

بل الهمج هم من يكيلوا بمكيالين !!

أن أوروبا عندما وضعت مبادىء حريتها وجعلتها تعلو فوق المبادىء الدينية فلم يبالوا مثلا بتحريم الكنيسة عندهم للطلاق أو المثلية, أو عري النساء .. أن جميع البشر مثلهم

لم يخطر في بالهم وهو يضعون مبادىء حرية التنقل والسفر واكتساب الجنسية أنه سوف يقدم عليهم بشرا هم أشد تمسكا بدينهم من هؤلاء الأوربيون .. وحريصون على مبدأ حرية الاعتقاد أكثر من الأوربيين أنفسهم .. لأنه ببساطة هو المبدأ الذي يجعلهم سواسية في ممارسة معتقداتهم 

إن المسلم لا يريد تطبيق شريعته على غير المسلم .. فهذا لم يحدث أبدا في بلاد الإسلام في أي عهد بل لاتزال الشريعة الإسلامية تزهو وتفخر فوق كل شريعة وقانون في أوربا أنها كانت الأسبق ولا تزال الأسبق في السماح للأقليات بتطبيق قوانين شريعتهم الخاصة حتى لو كانت مخالفة للإسلام !! فيحكم القاضي المسلم ببطلان زواج المسيحي الثاني ويعتبره زنا ولا يقر به ولا يعترف لابنائه من زوجته الثانية بالنسب ولا ترثه .. ولا يعترف له بتطليقه زوجته الأولى لغير علة الزنا أو بتطليقها وإن زنت (ان كانوا كاثوليك) وكل هذا مخالف للإسلام ولقواعد العدالة الطبيعية التي أقرها الأوربيون فجعلوا الطلاق مباح وجعلوا النسب يثبت حتى بدون زواج ! فأنظر كيف أن القاضي في الإسلام ملتزم بالشريعة المسيحية أكثر من مسيحي أوربا 

بل أن الزوجان المسيحيان في مصر إذا أردا طلاقا فإنهما يسافران إلى دولة أوربية ويحصلان على حكم هناك بالطلاق ويعودان إلى مصر ويطلبان بدعوى من القضاء المصري التصديق عليه وتزييله بالصيغة التنفيذية حتى يجعلونه ساريا في مواجهة كنيستهم ويتمكن كلا منهما من الزواج مرة أخرى !!

أما الإدعاء بأن المسيحية لا تعرف القتل تعصبا للدين وأنه لا يوجد مسيحي متعصب .. فقائل ذلك جاهل بالتاريخ والواقع .. 

ماذا عن محاكم التفتيش في أسبانيا بعد استيلاء القوط عليها ؟

ماذا عن جماعة جيش الرب في أوغندا ؟

اضغط هنا تقرير منشور عن قتل جيش الرب ل 100 ألف شخص

ماذا عن مقتل مروة الشربيني في درسدن عام 2009 ؟

https://www.almasryalyoum.com/news/details/2551268


وماذا عن مذبحة المصلين في مسجد النور في نيوزيلندا؟

https://arabic.cnn.com/world/article/2020/08/27/news-christchurch-mosques-shooter-sentenced-to-life-in-prison-without-parole

ماذا عن الطفل الذي تم طعنه 26 طعنه في أمريكا واصابة والدته من جاره ذو السبعون عاما؟

https://www.elbalad.news/5961274

كالعادة يصفونها بأنها جرائم كراهية , وأن مرتكبوها متطرفون .. والحقيقة أنهم مسيحيون يمينيون أرهابيون ولكنهم يملكون وسائل الإعلام التي تكفي لنفي تلك الجريمة عن الدوافع الدينية ! على الرغم من أن المجني عليهم قتلوا لكونهم متدينون بدين معين "الإسلام" تحديدا 


ads

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)